تسبب قصف إسرائيلي على مبنى سكني في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فجر الثلاثاء، في مقتل 93 شخصاً، بينهم أكثر من 17 طفلاً، فيما لا يزال 40 آخرون في عداد المفقودين، وفقاً لمصادر طبية في القطاع.
وأفاد شهود عيان من سكان المنطقة أن المبنى كان يؤوي أكثر من 100 نازح ممن لجأوا إليه هرباً من القصف المتواصل على القطاع، مما جعل الحصيلة النهائية للخسائر البشرية غير مؤكدة. وناشد السكان السلطات والفرق الطبية المحلية والدولية التدخل العاجل لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في الإمكانيات الطبية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ربيع الشندغلي، وهو نازح يبلغ من العمر 30 عاماً من جباليا ويقيم في مدرسة ببيت لاهيا: "حدث الانفجار ليلاً بالقرب من مكان تواجدنا. ظننت في البداية أنه قصف معتاد، لكن مع طلوع الشمس رأيت الناس ينتشلون جثثاً وأشلاءً من بين الركام". وأشار الشندغلي إلى أن الضحايا هم غالباً من النساء والأطفال، مؤكداً أن محاولات إنقاذ الجرحى مستمرة رغم عدم توفر المستشفيات والعلاج اللازم.
ونشر ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مؤلمة تُظهر أشخاصاً يجلسون حول عشرات الجثث الملفوفة بأغطية، بعضها ملقى على الأرض بجوار المبنى المدمّر، في مشهد يعكس هول الكارثة الإنسانية.
ودعا مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في غزة، جميع الأطباء الجراحين للعودة إلى مستشفى كمال عدوان لمساندة الفرق الطبية ومحاولة إنقاذ المصابين، مشيراً إلى أن المستشفى ذاته بات خارج الخدمة بسبب الأضرار الكبيرة.
هذا القصف هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي تُعقّد الوضع الإنساني في قطاع غزة، في ظل تصاعد الصراع وارتفاع أعداد الضحايا.