تواصل العملية العسكرية البرية الواسعة التي أطلقتها إسرائيل في شمال قطاع غزة يومها الخامس والعشرين، وسط غارات جوية مكثفة تستهدف منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في مختلف مناطق الشمال، مخلّفةً مزيداً من القتلى والجرحى.
مع فجر يوم الأربعاء، قصفت الطائرات الإسرائيلية خيمة نازحين في دير البلح بوسط القطاع وخياماً أخرى في منطقة الأهرامات شمال غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين. كما تسبب قصف إسرائيلي على منزل بمنطقة الشيخ ناصر في خان يونس بمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة وامرأة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأفادت الوكالة بتعرض محيط منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة ومنازل في رفح جنوب القطاع لقصف إسرائيلي.
وفي إطار الهجمات المستمرة على بلدة بيت لاهيا شمال غزة، جدد الجيش الإسرائيلي قصفه لمنازل فلسطينية، مما رفع حصيلة القتلى قرب ميدان البلدة إلى 19 قتيلاً، حسب الوكالة الفلسطينية. وأعلنت بلدية بيت لاهيا المدينة "منكوبة" ووصفتها بـ"بلا طعام أو مياه أو خدمات أساسية" داعيةً لفتح ممر إنساني لإدخال المساعدات.
وفي صباح الأربعاء، انتشل الدفاع المدني ستة قتلى من تحت الأنقاض عقب قصف إسرائيلي لتجمع مدنيين في السودانية شمال غرب غزة. وشهدت المنطقة الشمالية من القطاع أصوات انفجارات ضخمة ناتجة عن تدمير مبانٍ سكنية في الصفطاوي وجباليا، ما أسفر عن إصابات ودمار في المنازل.
على الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء عن مقتل أربعة من جنوده وإصابة ضابط بجروح خطيرة في معارك شمال غزة، ليرتفع إجمالي القتلى في صفوف الجيش إلى 776 منذ أكتوبر 2023.
وفي الضفة الغربية، اقتحم الجيش الإسرائيلي فجر اليوم المنطقة الشرقية من مدينة نابلس لتأمين دخول حافلات إسرائيلية إلى قبر يوسف. واندلعت مواجهات مع شبان فلسطينيين قرب مخيم بلاطة دون وقوع إصابات. كما داهم الجيش مدينة البيرة وأغلق محلاً للصرافة بدعوى أنه غير قانوني، واعتقل شاباً في قلقيلية وشابين في الخليل.
من جانبها، قررت مديرية التربية شمال الخليل تأجيل دوام المدارس في بيت أمر حتى الساعة التاسعة صباحاً بسبب الاقتحامات المستمرة.
وفي سياق دولي، حذرت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، من عدم استجابة إسرائيل للأزمة الإنسانية في غزة، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض قيوداً على المساعدات العسكرية إذا لم يتحسن الوضع. وأضافت أمام مجلس الأمن أن "أفعال إسرائيل يجب أن تتماشى مع أقوالها".
من جهتها، أعلنت حركة حماس استعدادها للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار بناءً على مقترحات الوسطاء، متعهدةً بدعم أي حلول تضمن إنهاء معاناة سكان غزة، ووقف القتال، ورفع الحصار، والإغاثة، وإعادة الإعمار، إلى جانب إبرام صفقة لتبادل الأسرى.