أظهرت استطلاعات الرأي تقارباً لافتاً بين فرص دونالد ترامب وكامالا هاريس، وتأكد هذا التقارب مع نتائج أولية للانتخابات الأمريكية 2024 بعد انتهاء فرز الأصوات في قرية "ديكسفيل نوتش"، إحدى القرى الصغيرة في ولاية نيوهامبشير شمال شرق البلاد، حيث شارك6 ناخبين فقط. وأسفر الفرز عن تعادل بين المرشحين بحصول كل منهما على 3 أصوات، مما يثير تساؤلات حول موعد إعلان الفائز وسيناريوهات ما بعد انتهاء التصويت.
ويعتبر سيناريو التعادل في النتائج احتمالا وارداً، إذ يرى المراقبون ووسائل الإعلام الأمريكية أن الانتخابات هذا العام متقاربة بشكل غير مسبوق، مما يصعب التنبؤ بمن سيسكن البيت الأبيض. وتظهر أغلب الاستطلاعات فارقاً ضئيلاً للغاية بين مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس ومرشح الجمهوريين دونالد ترامب.
وفي تقرير لها، أوضحت صحيفة "جارديان" البريطانية أن الإعلان النهائي عن النتيجة قد يستغرق أياماً بعد انتهاء الانتخابات. وأشارت إلى أن الاستطلاعات إذا كانت خاطئة، وكان أحد المرشحين متفوقاً بوضوح، كما حدث مع فوز رونالد ريغان الساحق عام ١٩٨٤، فقد تكون النتيجة واضحة خلال ساعات. لكن، نظراً لتقارب نتائج انتخابات ٢٠١٦ و٢٠٢٠، من المرجح أن يبقى الحسم طويلاً وقد تستمر المعركة القضائية لفترة. فقد جمع المتبرعون الجمهوريون ١٤٠ مليون دولار لدعم مجموعات "نزاهة انتخابية" تهدف لتفادي الفوضى التي تلت انتخابات ٢٠٢٠، والتي شهدت أعمال عنف واقتحام الكونغرس بعد رفض ترامب الاعتراف بفوز جو بايدن.
وفي العادة، تتوقع وكالات إخبارية مثل "أسوشيتد برس" (AP) الفائز بناءً على تحليل الأصوات المحسوبة والمتبقية، وقد أثبتت دقتها بنحو ٩٩.٩٪. وغالباً ما يعترف المرشح الخاسر بالهزيمة في الساعات الأولى بعد إعلان النتائج، مما يشير فعلياً إلى انتهاء السباق.
وبعد انتهاء الانتخابات، ينتهي المسؤولون المحليون من فرز الأصوات ويرسلون النتائج للولايات، التي ترسل بدورها النتائج للمسؤولين الفيدراليين. ويتوجب على الولايات تعيين ناخبيها بحلول ١١ ديسمبر، ليجتمعوا في ١٧ ديسمبر للتصويت للرئيس ونائب الرئيس. وفي ٦ يناير، يجتمع مجلسا النواب والشيوخ لفرز الأصوات الانتخابية في جلسة مشتركة، حيث يقوم نائب الرئيس بإعلان النتيجة رسمياً.
وخلال الساعات الماضية، نشرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة عن الحزب الديمقراطي، تغريدات على منصة X دعت فيها الناخبين للمشاركة بفعالية، قائلة: "اطرقوا الأبواب، هاتفوا الناخبين، معاً سنكتب فصلاً جديداً في أعظم قصة تُروى"، وأكدت أن "انتخابك هو صوتك، وصوتك هو قوتك".
في المقابل، نشر دونالد ترامب مقطع فيديو على حسابه في X حذر فيه من استمرار تدهور الأوضاع في عهد بايدن. وصرّح بأن الواقع الأمريكي شهد تدهوراً خلال السنوات الأربع الماضية، ويعتزم الإدلاء بصوته قريباً في ولاية فلوريدا. وتضمن الفيديو مشاهد من وعود حملته الانتخابية، متعهداً بإعادة أمريكا إلى مجدها السابق، وداعياً الناخبين للإدلاء بأصواتهم حتى لو استغرق الأمر وقتاً طويلاً، مشيراً إلى أن "الحماسة تتخطى الحدود لأن الناس يريدون أن يجعلوا أمريكا عظيمة من جديد".