آخر الأخبار

خامنئي يتوعد بـ"رد قاسٍ"، فهل ستوجه إيران ضربة لإسرائيل؟

خامنئي يتوعد بـ"رد قاسٍ"

في ظل تقارير صحفية أمريكية وإسرائيلية عن رد إيراني محتمل على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية الشهر الماضي، تعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يوم السبت، بردٍّ "قاسٍ" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل على ما وصفه بـ"التجاوزات" المستمرة ضد إيران ومحور المقاومة.

وفي كلمة ألقاها خلال فعالية لإحياء ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر 1979، أكد خامنئي أن إيران ستقوم "بكل ما يلزم لإعداد الأمة الإيرانية عسكرياً وسياسياً" لمواجهة التهديدات.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "فارس" عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، أن إيران سترد على "العمل العدائي" الذي ارتكبته إسرائيل في هجوم 26 أكتوبر. وأوضح نائيني أن "الرد على العدوان الصهيوني الأخير سيكون حتمياً وحاسماً"، مشيراً إلى أن هذا الرد سيكون دفاعياً، ولن يؤدي إلى تصعيد إضافي مع إسرائيل.

أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، الجمعة، نقلاً عن مصدرين إسرائيليين، بأن طهران تستعد لشن هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية خلال الأيام المقبلة. في الوقت نفسه، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير قد يحدث قبل الانتخابات الأمريكية، وفقاً لمصدر لم يكشف عن هويته.

وبحسب موقع "أكسيوس"، رجّحت المصادر الإسرائيلية أن تعتمد إيران في هجومها على "عدد كبير من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية"، التي سيتم إطلاقها عبر "جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق"، في مسعى منها لتجنب استهداف إسرائيلي جديد لأهداف استراتيجية داخل إيران. ولم تصدر الحكومة العراقية أي تعليق على هذه التقارير حتى الآن.

وأشار الموقع أيضاً إلى أن "الولايات المتحدة وجهت تحذيراً لإيران خلال الأيام القليلة الماضية من مغبة شن هجوم آخر على إسرائيل، مشددةً على أنها لن تكون قادرة على منع إسرائيل من الرد إذا تعرضت لهجوم جديد من طهران".

"لن نتجاهل ولن نتسرع"

في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مواقع عسكرية إيرانية الشهر الماضي، بدأت وسائل الإعلام الرسمية في إيران بالترويج لعملية محتملة تحت اسم "الوعد الصادق 3"، وفقاً لتقرير صادر عن "بي بي سي" الفارسية. وأشار التقرير إلى أن الإعلام الإيراني شجّع ودعم ضرورة الرد على إسرائيل نيابة عن الحكومة.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين قولهم إن المرشد الأعلى علي خامنئي وجّه المجلس الأعلى للأمن القومي، منذ يوم الاثنين الماضي، للاستعداد للرد على إسرائيل. وأوضح المسؤولون أن خامنئي اتخذ هذا القرار بعد استعراضه تقريراً شاملاً من القيادات العسكرية الإيرانية حول حجم الأضرار التي لحقت بقدرات إيران الصاروخية، وأنظمة الدفاع الجوي المحيطة بطهران، والبنية التحتية للطاقة، وأحد الموانئ الرئيسية جنوب البلاد. ورغم أن موعد الرد لم يُحدد، رجّحت الصحيفة أن يكون بعد الانتخابات الأمريكية.

من جانبه، قال حسين روي وران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، في حديث لـ"بي بي سي"، إن طهران تعتبر الهجوم الإسرائيلي "اعتداءً" يستوجب الرد، مشيراً إلى أن إيران وإسرائيل تبادلتا عمليات الانتقام منذ استهداف السفارة الإيرانية في دمشق من قبل إسرائيل. وأضاف أن إيران ترفض إسناد مهمة الرد لأي حليف في المنطقة، إذ تعتبر الرد "قضية سيادية" يجب أن تُنفذ مباشرة من قبلها.

وأوضح وران أن "الجمهورية الإسلامية لن تتسرع ولن تتهاون في ردها"، مؤكداً على مقولة المرشد الأعلى: "لن نهمل ولن نستعجل". وفيما يتعلق بظروف الحرب الحالية في المنطقة، أشار إلى أن تلك الظروف "تستوجب الرد الإيراني". وأضاف أنه في حال تم وقف إطلاق النار في غزة أو في لبنان، فإن هذا قد يؤثر على قرار طهران، دون أن يؤدي إلى إلغائه، إذ تسعى إيران إلى عدم تعطيل أي مسار قد يوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" ضد شعوب غزة ولبنان.

العراق يرفض استخدام أراضيه أو أجوائه لأي عمليات عسكرية أو أمنية

خامنئي يتوعد بـ"رد قاسٍ"، فهل ستوجه إيران ضربة لإسرائيل؟

منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر من العام الماضي، انخرطت جماعات عراقية مدعومة من إيران في الصراع عبر شن هجمات صاروخية وإطلاق طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل، بالإضافة إلى استهداف قواعد وقوات أمريكية في العراق.

وتتبنى "جماعة المقاومة الإسلامية في العراق" التي تشمل حركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، غالباً هذه الهجمات، معلنة أنها تأتي "دفاعاً عن أهل غزة".

ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من الحكومة العراقية بشأن تقرير نشره موقع "أكسيوس" حول احتمال استخدام أراضي العراق لشن هجوم إيراني ضد إسرائيل، أوضح فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريح لـ"بي بي سي"، رفض العراق لأي محاولات "لاستغلال أراضيه أو أجوائه في عمليات عسكرية أو أمنية"، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في "تفاقم الأزمة وتوسيع دائرة الصراع".

ورغم تجنّب الشمري الرد المباشر على أسئلة حول كيفية تعامل بغداد مع أي محاولة كهذه، أكد أن الحكومة العراقية "اتخذت سلسلة من التدابير العسكرية والأمنية، وأجرت حوارات داخلية مباشرة وغير مباشرة لضمان الالتزام بسياساتها". وأوضح أن بغداد كثفت مؤخراً جهودها عبر حوارات مع شركائها الدوليين ودول الجوار، في إطار مساعيها لخفض التوترات ووقف العنف المستمر في غزة ولبنان.

كما جدد الشمري تأكيد العراق على دعواته المستمرة للمجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته والعمل على تجنيب المنطقة صراعات جديدة غير محسوبة العواقب".

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم