فيما يُعد انتصاراً تاريخياً، يتجه دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير المقبل. ورغم فرحة النصر، يواجه ترامب ملفات دولية معقدة تنتظره في المكتب البيضاوي، حيث تتشابك المصالح الأمريكية بشكل غير مسبوق.
من أبرز هذه الملفات، النزاع الأوكراني والعلاقات المتوترة مع كوريا الشمالية والصين، بالإضافة إلى ملف إيران والوضع المتأزم في غزة ولبنان وسوريا. وتتضارب المصالح الأمريكية مع روسيا بشكل كبير، وسط حديث عن احتمالية إبرام صفقة كبرى بين موسكو وواشنطن لحل قضايا المنطقة وأوكرانيا.
ورغم غموض رؤية ترامب حول سياسته الخارجية خلال حملاته الانتخابية، فقد صرح مراراً بأنه يسعى لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط، وتعهد أمام الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين بالعمل على إنهاء الحرب في غزة ولبنان. أما بخصوص حرب أوكرانيا، فقد شدد ترامب على أن هذه الأزمة لم تكن لتندلع لو كان في السلطة، ملقياً باللوم على إدارة بايدن ومؤكداً أنه يسعى لإيقاف الحروب لا لإشعالها.
وفي أول رد فعل روسي عقب إعلان فوزه، أكد الكرملين أن تقييمه لترامب سيكون بناءً على أفعاله. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى استعداد موسكو للحوار الجاد مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن تصريحات ترامب يجب أن تُترجم إلى خطوات ملموسة لتحقيق السلام.
فهل سينجح ترامب في التعامل مع هذه الملفات المعقدة وإحلال السلام والاستقرار؟ أم أن المصالح الأمريكية قد تتعارض مع بعض القضايا؟
وفي هذا السياق، أوضح أحمد المسلماني، مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، لـ"سكاي نيوز عربية" عدة نقاط، أبرزها:
- ميل الحزب الديمقراطي للتعامل مع روسيا كخصم، بينما يميل الجمهوريون لمواجهة الصين، ولهذا ركّز ترامب خطابه على الصين.
- ترامب لم يوضح كيف سيُنهي الصراع في أوكرانيا، حيث تواجهه ضغوط من لوبيات النفط والسلاح.
- النهج الأمريكي يقوم على البراغماتية، ويظهر ذلك بوضوح في سياسات ترامب.
- ترامب قد يتمكن من فرض موقف حازم على نتنياهو بخصوص غزة ولبنان، ويعتبر هذا الملف الأقل تعقيداً.
- من المحتمل أن يعقد صفقات مع كوريا الشمالية وإيران، أما الملف الأوكراني الروسي فيبقى الأصعب مع ضغوط أوروبية لدعم أوكرانيا ضد روسيا والصين.
من جهته، ذكر الباحث السياسي يفغيني سيدروف لـ"سكاي نيوز عربية":
- أن هناك إمكانية لتحسن العلاقات الأمريكية الروسية إذا أظهرت واشنطن نية لذلك.
- ترامب قد يسعى لإقناع زيلينسكي بقبول الأمر الواقع والبدء بالمفاوضات، تماشياً مع استعداد روسيا للتفاوض.
- قد تبدأ خطوات التهدئة والهدنة في حال وافقت أوكرانيا على التفاوض وفقاً للوضع الحالي.
- مصالح روسيا ترتبط بتحقيق أمن متوازن، لكن لا يُتوقع أن تُدرج إدارة ترامب ملفات الشرق الأوسط أو النزاع الأوكراني ضمن أولوياتها المباشرة.
أما المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، جوناثان واتشيل، فقال لـ"سكاي نيوز عربية":
- النزاع معقد جداً، وكان مستمراً حتى خلال فترة رئاسة ترامب الأولى.
- التقدم الروسي في أوكرانيا يضع الأخيرة في موقف ضعيف.
- ترامب يعبر عن كرهه للنزاعات، مما يجعله على نقيض مع بايدن في التعامل مع أزمة أوكرانيا.
- مع العلاقات القريبة بين بوتين وترامب، قد تتوفر فرصة للتوصل إلى حل.
- قوات كوريا الشمالية والأسلحة الإيرانية تسهم في تعزيز الموقف الروسي، وهو أمر يجب على ترامب مراعاته في تعامله مع الأزمة.