ألقت السلطات الأميركية، الثلاثاء، القبض على شخص يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية بتهمة تسريب معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني، وذلك بعد نشر وثائق تكشف استعدادات إسرائيلية لهجوم محتمل على إيران.
بحسب وكالة "رويترز"، فإن التسريب وقع في 17 أكتوبر الماضي، حيث نشر موقع "ميدل إيست سبكتاتور"، المعروف بتوجهه المؤيد لإيران، وثيقتين صادرتين عن الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية. واحتوت الوثيقتان على معلومات حساسة حول خطط إسرائيل العسكرية، والتي استندت إلى صور الأقمار الاصطناعية التي التُقطت بين 15 و16 أكتوبر.
وكشف مسؤولون أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ألقى القبض على الموظف، ويدعى آصف رحمن، الذي كان يعمل خارج البلاد لصالح وكالة المخابرات المركزية. ويواجه رحمن تهمتين بموجب قانون التجسس لقيامه بنقل معلومات سرية، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".
وأفادت الصحيفة بأن وكالة المخابرات المركزية وجهت اتهامها إلى رحمن الأسبوع الماضي أمام محكمة فيدرالية في فرجينيا، بتسريب وثائق يبدو أنها تكشف عن خطط إسرائيلية للرد على هجوم صاروخي إيراني سابق.
وقالت لائحة الاتهام، التي تحمل تاريخ السابع من نوفمبر، إن التحقيقات أشارت إلى أن التسريب حدث أثناء وجود رحمن في كمبوديا، حيث ألقت السلطات القبض عليه هناك في 12 نوفمبر. ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة فيدرالية في جزيرة غوام في 14 نوفمبر قبل أن يتم نقله للمحاكمة في ولاية فرجينيا.
وفي بيان على حسابه الرسمي، ذكر "ميدل إيست سبكتاتور" أن الوثائق تم تسليمها لهم من مصدر مجهول وأنهم لا يعرفون هوية المسرب الأصلي، مؤكداً عدم قدرتهم على التحقق من صحة الوثائق.
تضمن التسريب معلومات شديدة الحساسية عن الخطط العسكرية الإسرائيلية المحتملة، وكشفت الوثائق عن نوع الطائرات والصواريخ التي يمكن استخدامها في الهجوم المحتمل على إيران. وقد بدأت هذه الوثائق بالانتشار على تطبيق تيليغرام الشهر الماضي، في وقت لا يزال فيه المسؤولون الأميركيون يسعون لكشف مصدر التسريب.
يشير هذا الحادث إلى قلق عميق داخل الأوساط الأميركية حيال خطط إسرائيل تجاه إيران، ويكشف في الوقت ذاته عن مدى تجسس الولايات المتحدة حتى على أقرب حلفائها.