يؤثر الحمل على العديد من جوانب الصحة لدى السيدات، بما في ذلك صحة الفم والأسنان. وعلى عكس ما يُشاع من اعتقاد أن تدهور حالة الأسنان خلال فترة الحمل يعود إلى تأثير الجنين، فإن السبب الحقيقي يرجع إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة خلال هذه المرحلة.
قد تتجاهل بعض الأمهات الحوامل العناية بصحة الفم، إلا أن لهذا الإهمال عواقب تتجاوز مجرد رائحة الفم الكريهة. فقد أثبتت دراسة أجرتها جامعة روتشستر في نيويورك أن الأمهات اللاتي يعانين من معدلات تسوس عالية يكنّ أكثر عرضة لنقل البكتيريا المسببة للتسوس إلى أطفالهن بنسبة تصل إلى ثماني مرات مقارنةً بالأخريات.
بالإضافة إلى خطر انتقال التسوس، فإن الإهمال في العناية بصحة الفم خلال فترة الحمل قد يتسبب في نقل نوع من الفطريات يُعرف باسم Candida albicans، والذي في حالات نادرة قد يؤدي إلى عدوى خطيرة في الدم والأعضاء الأخرى، تُعرف باسم "التهاب السحايا الغازي".
نصائح للسيدات الحوامل للعناية بصحة الفم والأسنان
توصي وزارة الصحة والسكان بمجموعة من الإرشادات للسيدات الحوامل للحفاظ على صحة الفم والأسنان، وتشمل ما يلي:
- تجنب التعرض للأشعة التشخيصية للأسنان قدر الإمكان.
- إبلاغ طبيب الأسنان بوجود حمل أو عند التخطيط للحمل.
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الفم وصحته.
ومن الجدير بالذكر أن العناية بصحة الفم أثناء الحمل لا تسهم فقط في حماية صحة الأم، بل تساعد أيضًا في تقليل خطر انتقال البكتيريا والفطريات الضارة إلى الجنين.
بالإضافة إلى النصائح السابقة، هناك بعض الإرشادات الإضافية التي يمكن أن تساعد السيدات الحوامل على حماية صحة أسنانهن والوقاية من المشكلات التي قد تؤثر عليهن وعلى أطفالهن:
زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالكالسيوم: يُعتبر الكالسيوم عنصرًا أساسيًا لصحة الأسنان والعظام. ويمكن الحصول عليه من منتجات الألبان والخضروات الورقية والمكسرات. هذا يساعد في دعم الأسنان وتقويتها في وقت يكون فيه الجسم بحاجة ماسة إلى العناصر الغذائية.
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د": يساعد فيتامين "د" على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل. يمكن الحصول عليه من الأطعمة مثل السمك الدهني (كالسلمون) وصفار البيض، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس بانتظام.
الانتباه للغثيان والتقيؤ: تعاني العديد من السيدات الحوامل من التقيؤ، وخاصة في الأشهر الأولى. ويمكن أن يؤدي التقيؤ إلى زيادة مستوى الأحماض في الفم، مما يؤثر سلبًا على مينا الأسنان. يُفضل غسل الفم بالماء بعد التقيؤ للتقليل من تأثير الأحماض، ومن ثم الانتظار بعض الوقت قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة.
استخدام فرشاة ومعجون أسنان مناسبين: يُنصح باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد، مما يساعد في تقوية الأسنان ومحاربة التسوس.
تناول وجبات خفيفة صحية: قد يؤدي الحمل إلى زيادة الرغبة في تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية. يفضل اختيار الأطعمة الصحية كالفواكه والخضروات والمكسرات بدلاً من الحلويات والوجبات السكرية التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان.
تعد العناية بصحة الفم والأسنان خلال فترة الحمل استثمارًا في صحة الأم والجنين، إذ تسهم في تقليل مخاطر العدوى وتحافظ على صحة الأم في هذه المرحلة الحيوية.