حمص: مفتاح الصراع السوري أم نقطة تحول كبرى؟أخباركم انفو

الفصائل المسلحة تحقق تقدما سريعا في سوريا

حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا، أصبحت محط الأنظار مجددًا مع اقتراب الفصائل المسلحة من السيطرة عليها، ما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على مسار الصراع السوري.

في الأيام الأخيرة، أعلنت الفصائل المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، أنها "على أبواب حمص" بعد السيطرة على عدة قرى قريبة من المدينة. في المقابل، نفت القوات الحكومية السورية انسحابها من محيط حمص، مؤكدة استعدادها للتصدي لأي هجوم محتمل.

موقع استراتيجي حساس

تقع حمص في قلب سوريا، وتشكل محورًا استراتيجيًا يربط بين العاصمة دمشق والساحل السوري الذي يحتضن قواعد عسكرية روسية رئيسية في طرطوس وحميميم. السيطرة على حمص تعني عمليًا قطع الطريق بين هذه المناطق، وهو ما يراه خبراء تحولًا حاسمًا قد يغير معادلة الصراع.

يقول تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط:

"إذا سقطت حمص، فإن دمشق ستصبح معزولة عن الساحل، مما يؤدي فعليًا إلى تقسيم مناطق سيطرة الحكومة إلى قسمين".

تطورات ميدانية متسارعة

في تطور لافت خلال الأسبوع الماضي، تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على مدينة حماة، التي تبعد حوالي 40 كيلومترًا شمال حمص، وواصلت تقدمها باتجاه المدينة. معهد دراسة الحرب، ومقره واشنطن، وصف هذا التقدم السريع بأنه "دون مقاومة تُذكر"، ما قد يمنح الفصائل قوة دفع إضافية نحو حمص.

الجيش السوري ينفي الانسحاب

على الرغم من التقارير التي تحدثت عن انسحاب القوات الحكومية من حمص، نفت القيادة العسكرية السورية ذلك بشكل قاطع. وأكد الجيش في بيان رسمي، الجمعة، أنه "مستعد تمامًا لمواجهة أي هجوم إرهابي". كما أشار إلى تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق شمالي حمص مثل الدار الكبيرة وتلبيسة والرستن، بمشاركة سلاح الجو السوري-الروسي المشترك.

انعكاسات السيطرة على حمص

السيطرة على حمص ستكون بمثابة تحول جذري في الصراع السوري، إذ ستفتح الطريق أمام الفصائل المسلحة نحو دمشق، التي تبعد حوالي 144 كيلومترًا جنوبًا. وبالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة، فإن السيطرة عليها ستضعف بشكل كبير قبضة الحكومة السورية على المناطق الوسطى، مما قد يغير خريطة النفوذ في سوريا بشكل جذري.

ومع استمرار التصعيد، تبقى حمص في قلب المشهد السوري، تحمل رمزية تتجاوز موقعها الجغرافي لتصبح نقطة اختبار حقيقية لموازين القوى على الأرض.